أخيراً تمكن مجلس الأمن من إصدار قراره رقم 2728؛ الذي ينصُّ على وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال ما تبقى من شهر رمضان؛ أي لمدة أسبوعين فقط، على أن يسمح ذلك بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وعلى أمل أن يؤدي ذلك إلى وقف إطلاق نار دائم، ورغم أنها فترة قصيرة، إلا أن المراقبين يعتبرون صدور القرار -في حد ذاته- إنجازاً كبيراً بعد مراوحات وتعطيل سمَح للحرب على غزة بحصد أكثر من 32 ألف قتيل، أكثرهم من النساء والأطفال، وخلفت نحو 50 ألف جريح، فضلاً عن الدمار الهائل وكارثة المجاعة.
مفتاح صدور القرار كان امتناع أمريكا عن التصويت وليس الإجماع الذي حدث من الآخرين، فقد سبق لأمريكا الاعتراض على صيغ مبادرات سابقة، والتصويت ضدها، لذلك يعتبر موقفها الأخير تحولاً مهماً في التعامل مع نتنياهو وحكومته، الذي استشاط غضباً وألغى زيارة وفد رفيع إلى واشنطن احتجاجاً على القرار، وسبق ذلك تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لوزير الدفاع الإسرائيلي خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، والتأكيد على رفض الولايات المتحدة لهكذا عملية عسكرية واسعة النطاق، كما جاء في وسائل الإعلام.
الصلف والغرور الذي اعترى نتنياهو هو الذي جعله يسيء تقدير الحسابات في علاقة حكومته بالإدارة الأمريكية التي دعمته سياسياً وعسكرياً بشكل مطلق منذ بداية الحرب، ما جعله يتناسى أن التقديرات والحسابات الداخلية والخارجية لأمريكا أكبر وأوسع من علاقتها به وحكومته، خصوصاً في هذه الفترة. صحيح أن أمريكا ستظل داعمة لإسرائيل الكيان، لكن تطرف نتنياهو وحكومته في قضية غزة وغيرها، وتلميحاته المتعالية على الإدارة الأمريكية جعلها تنبهه إلى خطأ حساباته، وأنها قادرة على ضبط تصرفاته، بل وتحذيره من مغبة اتخاذ قرار لا توافق عليه مثلما جاء في تحذير وزير خارجيتها لوزير الدفاع الإسرائيلي.
وفي الجانب الآخر رحبت حماس بالقرار الأممي، وأبدت استعدادها للمضي قدماً في عملية تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وهذا في حد ذاته موقف إيجابي نرجو ألّا يتم تغييره أو وضع شروط صعبة في تفاصيله تمنح إسرائيل ذريعة التنصل من تنفيذ القرار الأممي.
وكلنا أمل أن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لإنهاء مأساة غزة على المدى الطويل.
مفتاح صدور القرار كان امتناع أمريكا عن التصويت وليس الإجماع الذي حدث من الآخرين، فقد سبق لأمريكا الاعتراض على صيغ مبادرات سابقة، والتصويت ضدها، لذلك يعتبر موقفها الأخير تحولاً مهماً في التعامل مع نتنياهو وحكومته، الذي استشاط غضباً وألغى زيارة وفد رفيع إلى واشنطن احتجاجاً على القرار، وسبق ذلك تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لوزير الدفاع الإسرائيلي خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، والتأكيد على رفض الولايات المتحدة لهكذا عملية عسكرية واسعة النطاق، كما جاء في وسائل الإعلام.
الصلف والغرور الذي اعترى نتنياهو هو الذي جعله يسيء تقدير الحسابات في علاقة حكومته بالإدارة الأمريكية التي دعمته سياسياً وعسكرياً بشكل مطلق منذ بداية الحرب، ما جعله يتناسى أن التقديرات والحسابات الداخلية والخارجية لأمريكا أكبر وأوسع من علاقتها به وحكومته، خصوصاً في هذه الفترة. صحيح أن أمريكا ستظل داعمة لإسرائيل الكيان، لكن تطرف نتنياهو وحكومته في قضية غزة وغيرها، وتلميحاته المتعالية على الإدارة الأمريكية جعلها تنبهه إلى خطأ حساباته، وأنها قادرة على ضبط تصرفاته، بل وتحذيره من مغبة اتخاذ قرار لا توافق عليه مثلما جاء في تحذير وزير خارجيتها لوزير الدفاع الإسرائيلي.
وفي الجانب الآخر رحبت حماس بالقرار الأممي، وأبدت استعدادها للمضي قدماً في عملية تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وهذا في حد ذاته موقف إيجابي نرجو ألّا يتم تغييره أو وضع شروط صعبة في تفاصيله تمنح إسرائيل ذريعة التنصل من تنفيذ القرار الأممي.
وكلنا أمل أن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لإنهاء مأساة غزة على المدى الطويل.